[b][size=16]منذ اختطاف السفير إيهاب الشريف رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية في العراق وهو يسير بأحد شوارع بغداد مساء السبت الماضي وأنا متوقع أن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين سوف يقتله.. وقد كان.
رغم ذلك.. كان نبأ الاغتيال صدمة شديدة لنفسي ونفس كل مصري وعربي.. بل وأجنبي.. واستقبله الحميع بذهول ما بعده ذهول.. وسؤال بطعم العلقم: لماذا؟.. فهو ليس من قوات التحالف التي تحتل العراق.. وليس متعاوناً معها.. وهي الذريعة التي وضعوها للتنفيس عن نفوسهم المريضة. وقلوبهم السوداء المليئة بالحقد علي كل البشر.
***
إن الشهيد إيهاب الشريف لم يكن سوي دبلوماسي ذهب إلي بلاد الرافدين لرعاية مصالح المصريين المقيمين هناك. وإقامة علاقات سلمية مع دولة شقيقة.. لكن حظه العاثر أوقعه في بلد يفتقد الأمن والأمان. ليفقد حياته علي يد إرهاب أسود بلا وطن أو دين. ويتاجر بالإسلام.. والإسلام من هؤلاء براء.. براء.
هل من الإسلام أيها الإرهابيون أن تتهموا مسلماً بالكفر والرِدَّة رغم أنه يقول لا إله إلا الله؟!
.. وهل الإسلام يمنع التعامل مع اليهود والمسيحيين.. رغم رفضنا القاطع لما ترتكبه إسرائيل وأمريكا في فلسطين والعراق؟.
.. وأي حق يبيح لكم قتل النفس التي حَرَّم الله؟.
.. وفي أي سورة بالقرآن. وأي حديث نبوي شريف. ما يعطيكم التفويض بقتل إنسان مسالم هكذا. خاصة إذا كان ينطق بالشهادتين؟.
***
إن الجريمة الدنيئة التي ارتكبها تنظيم أبو مصعب الزرقاوي لن تمر بسهولة.. لأنها ستغير أشياء كثيرة.
لقد خسرت المقاومة العراقية الشريفة التي تكافح الاحتلال تعاطف شعب مصر معها.. لأن تنظيم القاعدة محسوب عليها. شاءت أم أبت.
صحيح أن هذه المقاومة بذلت كل طاقتها لمنع قتل السفير المصري.. إلا أن التنظيم الإرهابي رفض كافة المحاولات. ونفذ جريمته الوضيعة.. ليضع المقاومة كلها في نفس خندق الإرهاب. ويعطي الفرصة الكبيرة لأعداء الإسلام أن يزيدوا في تشويهه ويتهموه صراحة بالإرهاب ظلماً وعدواناً.
***
إننا أمام جريمة مقززة.. ودماء أولادنا غالية علينا.. لذلك فإنني أتفق مع الرأي الذي يطالب بسحب كل دبلوماسيينا من العراق وإغلاق السفارة.. ليس جُبْناً أو خوفاً. أو تحت ضغط أو استجابة لمطالب الإرهابيين.. ولكن رداً علي ضعف الحكومة العراقية التي لا تقوي علي حماية المواطنين والمقيمين والزوار علي حدي سواء.. تلك الحكومة الهَشَّة التي سَخَّرَت نفسها للدفاع عن قوات الاحتلال وحمايتها. ليعيث الإرهاب في البلاد فساداً.. ولم يعد أمامه سوي الآمنين ليَقُضّ مضاجعهم. تاركاً المحتلين ينامون قريري الأعين. وسط تحصينات لا أول لها ولا آخر. ومتاريس تمنع العربات الملغومة والقنابل البشرية.
رحم الله شهيد مصر د. إيهاب الشريف.. [/size][/b]