[size=25]الليله خطبتي
[/size][size=21]أماه هيا للوداعْ ..
أزف الترحّل .. أقبلي ..
هاتي يديك ..
سأقبل الكف التي ضمت وربت في حنانْ
سيكون هذا اليوم موعد خطبتي ..
وسيحضر الخطاب في هذا المساءْ
فاستقبلي الخطاب بالترحابْ ..
ألم تكوني تحلمين بأن تري عرسي يقامْ ؟
وأن أزف كما صبايا الحي ..
أسمو كالغمامْ ..
أو كما زفت { [color:4e84=#ff0000]سناءْ[/color] } ..
سأكون كالبدر المجلي في السماءْ
مالي أراك حزينة أماهْ ؟!
لا تحزني وترقبي الزوارْ ..
تأتيك بالأخبارْ ..
في آخر النهارْ ..
[color:4e84=#ff0000]{ آيات [/color]} من قبلي مضت عجلى ..
لم تنتظرْ ..
ضنت علينا بالوداعْ
و{ [color:4e84=#ff0000]وفاء[/color] } كانت في تحد لايدانيه مثيلْ ..
رفضت سبيل الهون والعيش الذليلْ
لم تقبل الأعذار من أحد ولم ..
تركن إلى ذل مقيمْ ..
لم يثنها عن عزمها حب الحياة
قد آثرت عيش الخلود ..
آثرت تلك الظلال الوارفاتْ ..
في جنة الخلد المقيمْ
عرفت سبيل الحق والنهج القويمْ
أعلمت ـ يا أماه ـ ما صنعت { [color:4e84=#ff0000]عندليب[/color]} ؟!
قولي بريك .. أسمعينيْ ..
شنفي سمعي بذكر الأصفياءْ ..
نفسي تتوق إلى الجنانْ
أسمعت أخبار البطولة والفداءْ ..
{[color:4e84=#ff0000] دارين [/color]} ـ يا أماهْ ـ
قد مضت جذلى ..
لبّت بواكير النداءْ
خطرت كأنسام الزهورْ ..
خطرت كما البرق الطهورْ ..
خطرت كما خطرت { وفاءْ }
أماه من خلفي نداء الحق ..
والثأر الدفينْ
فدعيني ـ يا أماه ـ أدرك صحبتي ..
في العالمينْ
فالقلب يأسره الحنين إلى اللقاءْ
أترين ما فعل اليهود بأخوتي ..
أترين ما فعل اليهود بجيرتي
أرأيت ما فعلوا بأقداس الجدودْ ..
عبثوا بكل مقدس ..
ما همهم أن دنسوا طهر الحرمْ
في صدرنا غرسوا الحرابْ
لاشيء يردعهم ـ ثقي ـ
إلا الغطارفة النجابْ
فيهود يا أماه أعداء الأممْ ..
ويهود يا أماه أعداء الحياة
أماه هيا للوداعْ ..
إني أتوق إلى الخلودْ ..
الله كم أشتاق ـ يا أماه ـ إلى الخلودْ
فكتائب الشهداء تمضي للطّلابْ
تستلهم الرحمات من رب الوجودْ ..
عن عرضنا راحت تذودْ
بالروح منها كم تجودْ ..
تمضي ويعلوها البهاءْ
عشقت تعاليم السماءْ
قومي بربك للوداعْ ..
إني لفي استعجالْ ..
إذ موعدي أضحى وشيكاً
وجذوة الإيمان في صدري ضياها
والنور في قلبي ينير الخافقينْ ..! !
لا تبتئس يا قلب ـ بعد اليوم ـ
واهنأ بالرضى
وانعم ..
وطب نفساً إذا حكم القضا
فالفجر أسفر ضاحكاً
والليل ولّى وانقضى
للخلد ـ يا أماه ـ أهفو ..
فاهنئي ..
وتخيري خير الدعاءْ ..
زفيني يا أماهْ ..
نفسي تتوق إلى اللقاءْ
والقلب يحدوه الحنينْ
والروح يحدوها الرجاءْ
لمعية الرحمن ـ يا أماه ـ
نفسي في اشتياقْ
لمعية المختار يحدوني الحنينْ
فإلى اللقاءْ .. إلى اللقاءْ .. [/size]