[size=16]المرونة من الوالدين مطلب يعالج مشكلة الغضب
قد يعود ابنك المراهق من المدرسة و الشرر يتطاير من
عينيه ، و عندما تناديه لتستفهم عما حدث معه، يتركك
و يركض باتجاه غرفته و يغلق عليه الباب بعنف ، ثم
يبدأ بركل الأثاث و تهشيمه في موجة غضب عارمة قد
يكون سببها توبيخ المعلم له لعدم حل الواجب ، أو
اختلافه مع أحد زملائه حول رأي أو موضوع ما ، و
غضب المراهق أحد المشكلات النفسية التي ترافق مرحلة
المراهقة ، و ترهق الوالدين و من أهم أسباب غضب
المراهق هي تعرّضه للنقد الدائم والتجريح وخاصة إذا
كان هذا النقد أمام زملائه أو إخوته أو أحد أقاربه تجاه
أي تصرف من تصرفاته ، فالمراهق يشعر أنه يفهم
بشتى الأمور ويعي الكثير من الأشياء، لذلك فإن أي
انتقاد يوجه إليه أو أي اختلاف في الرأي يجعله يغضب
ويثور، كما قد يعاني المراهق من الخجل و الانطواء
نتيجة إحساسه بالإحراج من التغيرات الجسدية التي
تحدث أثناء البلوغ مثل تغير الصوت و ظهور الشعر
بالوجه و انتشار حب الشباب و البثور على بشرته ما
يجعله شخصا محبطا يشعر بالعدائية لكل من هم حوله
لإحساسه بأنهم ينظرون له و لشكله نظرة سلبية ،
فالغضب هو شكل من أشكال الرفض والاستنكار الذي
يبادر به المراهق لاعتقاده أن ما من أحد يصغي لما
يقوله ، أو يحترم فكره و آراءه ، و أن أسرته يعاملونه
كطفل صغير ولا سيما أبواه اللذان يشددان عليه الرقابة
و يتدخلان في كل صغيرة و كبيرة من أموره و خاصة
فيما يتعلق بأصدقائه مما يؤدي إلى ارتفاع حدة غضبه و
ازدياد توتره فهو ينظر إلى نفسه كشخص مكتمل
الرجولة يستطيع أن يتخذ قراراته بنفسه و يعرف
مصلحته و كيف يتصرف ، لذا فإن المراهق إذا أظهر
سلوكًا عدوانيًا أو تمرديًا تجاه شخص من أقرانه أو تجاه
شكل من أشكال السلطة ، فهذا يعنى أنه يستنكر و غير
متوافق مع ما يقوله أو يفعله الآخرون ، و قد يتخذ
المراهق طرقاً مختلفة للتعبير عن غضبه و رفضه قد
يكون بعضها مؤثراً وملائماً ، في حين أن بعضها الآخر
غير ملائم بل
يسبب المزيد من المشاكل بدلاً من حلها فعلى سبيل
المثال قد يطلب المراهق من والده شراء كمبيوتر محمول
لكن والده يرفض متحججاً بأنه لا يحتاج للكمبيوتر إلا أن
الفتى يظل يلح على والده بطلبه إلا أن الأب يصر على
رأيه بالرفض ، حينها فلنتوقع أن يعالج إحساسه
بالغضب والإحباط بطريقة لائقة، كأن يتودد إلى والده
بطريقة لبقة و هادئة لإقناعه بما يريد أو أن يحتفظ
بإحساساته ومشاعره في نفسه ويذعن لما قاله أبواه ولا
يقول شيئًا ، أو أن يعبر عن غضبه مباشرة من خلال
أقوال لفظية أو أفعال جسدية مثل : الصراخ والصياح
والسباب واللعان ويحاول الاصطدام أو ( ضرب ) أي
شخص يكون أقل تهديدًا له كأن يضرب أخته ، أو يقذف
شيئا ما أو يغلق الباب بعنف أو يلكم الحائط مع أنه
غاضب من والده ، و يؤكد الاختصاصيون على أن مهمة
الوالدين ليست بالسهلة وعليهما مراعاة كثير من الأمور
عند وجود مراهق أو مراهقة في منزلهما منها أن تكون
علاقة الوالدين ببعضهما مثالاً للحب والاحترام
والإخلاص، أن يتم التحدث معه دائماً حول الأسس
التربوية الصحيحة والتصرفات اللائقة والواجبة في
مجتمعنا بطريقة منطقية لكي يفهمها المراهق من دون
التباس أو رفض، إضافة إلى جعله يميّز الصح من الخطأ
من خلال النقاشات الضرورية التي يجب أن تجري داخل
الأسرة ، تحدّد القوانين التي يجب إتباعها مسبقاً مع
طرح العقوبات المستوجبة إذا ما تصرّف المراهق بشكل
خاطئ، كحرمانه من شيء معين لفترة محددة مع عدم
استعمال العنف والضرب الجسدي أبداً ،على الأهل أن
يتأكدوا من المعلومات الجسدية التي يعرفها ولدهما من
خلال التحدث معه حول بعض الجوانب المتعلقة بالعلاقات
الجسدية وطرح الأسئلة عليه، مع الانتباه جيداً إلى
نوعية المعلومات التي سيعطونها له في تلك المرحلة
الدقيقة ، كما يجب أن يكون هنالك نوع من المرونة بين
الأبوين و ابنهما المراهق بحيث يسمحان له من وقت
لآخر بدعوة أصحابه إلى منزله للغداء أو العشاء، وهكذا
يمكن للأهل اكتشاف نوعية أصحابه، على الوالدين
مراعاة ألا يكون التلفزيون أو الكمبيوتر في غرفة نومه
الخاصة، بل يفضل وضعهما في غرفة الجلوس، والأهم
من هذا كله أن يتم التحدث عنه أمام الأقرباء والأصدقاء
بطريقة إيجابية ومشجعة، كما علينا منحه الثقة بالنفس،
لأنه من دون هذه الثقة ستتولد الكثير من المتاعب
والصعوبات[/size]