[color:8acf=darkblue][size=18]لم يكد جرحنا من فقد شيخنا محمد عمرو يلتئم حتى فجعنا بوفاة شيخنا بكر أبو زيد و أعلن بموقع طريق الإسلام الخبر الأليم ، و لكم هذه النبذة اليسيرة من مؤلفات و رسائل شيخنا من موقع المشكاة .. و تأصل في ذهني الحديث الذي سبق و ذكرته عن أن يومنا و عامنا هذا شر من قبله ، و طلب مني أن أوضح معنى الحديث ، و ساقني الحدث لأعجل بتفصيل الحديث (بالنقل طبعا).
عن الزبير بن عدي قال:شكونا إلى أنس بن مالك ما نلقى من الحجاج فقال: اصبروا فإنه لا يأتي عليكم عام أو يوم إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم عز وجل . سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم. (رواه أحمد)
و في رواية الإمام البخاري في باب الفتن ورد بلفظ (عن الزبير بن عدي قال أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال: اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم )
و في رواية الترمذي عن الزبير بن عدي قال :دخلنا على أنس بن مالك فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج فقال ما من عام إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم . سمعت هذا من نبيكم صلى الله عليه وسلم.
وتعقيبا على الحديث في فتح الباري ورد أنه (في رواية عبد الرحمن بن مهدي " لا يأتيكم عام " وبهذا اللفظ أخرج الطبراني بسند جيد عن ابن مسعود نحو هذا الحديث موقوفا عليه قال " ليس عام إلا والذي بعده شر منه " وله عنه بسند صحيح قال " أمس خير من اليوم , واليوم خير من غد , وكذلك حتى تقوم الساعة " .)
و نقل في فتح الباري و تحفة الأحوذي قول ابن بطال (و هو أحد كبار المالكية قام بشرح صحيح البخاري واهتم بالحديث و توفي 449 هـ رحمه الله) : هذا الخبر من أعلام النبوة لإخباره صلى الله عليه وسلم بفساد الأحوال , وذلك من الغيب الذي لا يعلم بالرأي وإنما يعلم بالوحي انتهى .
وقد استشكل هذا الإطلاق مع أن بعض الأزمنة تكون في الشر دون التي قبلها ولو لم يكن في ذلك إلا زمن عمر بن عبد العزيز وهو بعد زمن الحجاج بيسير , وقد اشتهر الخبر الذي كان في زمن عمر بن عبد العزيز , بل لو قيل أن الشر اضمحل في زمانه لما كان بعيدا فضلا عن أن يكون شرا من الزمن الذي قبله وقد حمله الحسن البصري على الأكثر الأغلب , فسئل عن وجود عمر بن عبد العزيز بعد الحجاج فقال : لا بد للناس من تنفيس .
وأجاب بعضهم أن المراد بالتفضيل تفضيل مجموع العصر على مجموع العصر فإن عصر الحجاج كان فيه كثير من الصحابة في الأحياء وفي عصر عمر بن عبد العزيز انقرضوا , والزمان الذي فيه الصحابة خير من الزمان الذي بعده لقوله صلى الله عليه وسلم " خير القرون قرني " وهو في الصحيحين , وقوله " أصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون " أخرجه مسلم .
ثم وجدت عن عبد الله بن مسعود التصريح بالمراد وهو أولى بالاتباع , فأخرج يعقوب بن شيبة من طريق الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب قال " سمعت عبد الله بن مسعود يقول : لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى تقوم الساعة , لست أعني رخاء من العيش يصيبه ولا مالا يفيده ولكن لا يأتي عليكم يوم وإلا وهو أقل علما من اليوم الذي مضى قبله , فإذا ذهب العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فعند ذلك يهلكون "
ومن طريق الشعبي عن مسروق عنه قال " لا يأتي عليكم زمان إلا وهو أشر مما كان قبله أما إني لا أعني أميرا خيرا من أمير ولا عاما خيرا من عام ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفا , ويجيء قوم يفتون برأيهم " وفي لفظ عنه من هذا الوجه " وما ذاك بكثرة الأمطار وقلتها ولكن بذهاب العلماء , ثم يحدث قوم يفتون في الأمور برأيهم فيثلمون الإسلام ويهدمونه "
أأمل أن أكون وضحت المقصود من الحديث بهذا النقل ، وقانا الله و إياكم شر الفتن ما ظهر منها و ما بطن .. و يسر لنا تعلم دين الله و أن نرزق بذرية صالحة تعبد الله و تأمن من الفتن و تذب عن دين الله.
رحم الله شيخنا بكر أبو زيد نسأل الله له الفردوس الأعلى ، و أن يحشرنا الله و إياه في زمرة الأنبياء و الصديقين و الشهداء.[/size][/color]