[color:691f=violet][size=18]
الحمد لله على نعمة الإسلام .. الحمد لله على نعمة كوننا من أهل السنة و الجماعة
تسللت إلى الرواية و التأريخ بعض الإفتراءات و الأكاذيب .. و ربما أشهرها على الإطلاق ما كان بين عليا و معاوية رضي الله عنهما و معركتا الجمل و صفين و واقعة التحكيم ، و في الآونة الأخيرة وقع بين يدي كتابا للشيخ علي محمد الصلابي ، و الشيخ من دولة ليبيا و تتلمذ على يد علماء أجلاء.
تعهد الشيخ الصلابي هذه الفترة و الوقائع - و على وجه العموم حياة واحد من خيرة أصحاب و آل بيت النبي . عليا رضي الله عنه و أرضاه - بالعناية .. و عندما تقرأ كتابه تبصر فترة تاريخية بيضاء شابها البأس بين الأخوة .. تعلم أنك فعلا أمام رواية حقيقية للتعامل بين الصحابة بلا تهويل أو أكاذيب .. و إني لأنصحكم بقراءة هذا الكتاب .. و سوف أضع في نهاية هذه التدوينة رابطا للكتاب في صورة كتاب ألكتروني حجمه في حدود 2 ميجا بايت فقط.
و لا أستطيع أن أمنع نفسي من وضع بعض الأجزاء التي تنقي هذه الحقبة من التعصب الأعمى و التزوير الرافضي المكفر لأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين حملوا إلينا كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم.
و أحب أن أنوه مرارا و تكرارا لأمر يجهله الرافضة .. هو أننا نعلم قدر علي رضي الله عنه و أنه كان على حق بالطبع .. لكن ما لا نقبله هو الإساءة لمعاوية رضي لله عنه و تكفيره و اتهامه بالنفاق ، فليس المسألة الإنتصار لعلي رضي الله عنه فليس هذا محل خلاف .. و إنما النيل من معاوية و عمرو بن العاص و غيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين و هو ما سينقله كتاب الدكتور الصلابي لنا.
و إليكم بعض هذه الأجزاء:
تعرض الشيخ للآية الكريمة من سورة الحجرات (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا ..) مبينا تطبيقها على وقعة الجمل و صفين .. فالمرجو قراءة هذا التفصيل .. ثم أتبعه بقوله: ((ثم أمر الله تعالى بالإصلاح في غير حال القتال، ولو في أدنى اختلاف فقال: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ"، فهذه الآية أصل من الأصول التي تنظم علاقة المسلم بأخيه المسلم. إن الله تعالى لم ينف صفة الإيمان عن إحدى الطائفتين أو كلتيهما مع وقوع القتال بينهما، وإن أولى الناس بالدخول تحت معنى هذه الآية هم سادات المؤمنين الصحابة الكرام، سواء ما وقع في معركة الجمل أو صفين، وقد قام أمير المؤمنين علىّ- رضي الله عنه – بتطبيق هذه الآية من حرصه على الإصلاح. وقد استجاب طلحة والزبير لذلك، إلا أن أتباع عبد الله بن سبأ أنشبوا الحرب بين الطرفين ))
و في معركة صفين: ( وكان عمّار بن ياسر، رضي الله عنه، قد جاوز الرابعة والتسعين عامًا، وكان يحارب بحماس، يحرض الناس، ويستنهض الهمم، ولكنه بعيد كل البعد عن الغلو، فقد سمع رجلاً بجواره يقول: كفر أهل الشام. فنهاه عمار عن ذلك وقال: إنما بغوا علينا، فنحن نقاتلهم لبغيهم، فإلهنا واحد، ونبينا واحد، وقبلتنا واحدة )
و عن التحكيم ( تعد قضية التحكيم من أخطر الموضوعات في تاريخ الخلافة الراشدة، وقد تاه فيها كثير من الكُتاب، وتخبط فيها آخرون وسطروها في كتبهم ومؤلفاتهم، وقد اعتمدوا على الروايات الضعيفة والموضوعة التي شوهت الصحابة الكرام وخصوصًا أبا موسى الأشعري الذي وصفوه بأنه كان أبله ضعيف الرأي مخدوعًا في القول، وبأنه كان على جانب كبير من الغفلة، ولذلك خدعه عمرو بن العاص في قضيّة التحكيم، ووصفوا عمرو بن العاص، رضي الله عنه، بأنه كان صاحب مكر وخداع، فكل هذه الصفات الذميمة حاول المغرضون والحاقدون على الإسلام إلصاقها بهذين الرجلين العظيمين اللذين اختارهما المسلمون ليفصلا في خلاف كبير أدّى إلى قتل كثير من المسلمين، وقد تعامل الكثير من المؤرخين والأدباء والباحثين مع الروايات التي وضعها خصوم الصحابة الكرام على أنها حقائق تاريخية، وقد تلقاها الناس منهم بالقبول دون تمحيص لها وكأنها صحيحة لا مرية فيها؛ وقد يكون لصياغتها القصصية المثيرة وما زعم فيها من خداع ومكر أثر في اهتمام الناس بها وعناية المؤرخين بتدوينها. وليعلم أن كلامنا هذا ينصب على التفصيلات لا على أصل التحكيم حيث إن أصله حق لا شك فيه )[/size][/color]