[size=18][color:4338=green] عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: (( من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة , ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد, ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان, ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة
قال أبو بكر رضى الله عنه : بأبي أنت و أمي يا رسول الله ما علي من دعي من تلك الأبواب من ضرورة , فهل يدعي أحد من تلك الأبواب كلها ؟
قال : نعم , و أرجو أن تكون منهم )) متفق عليه.
(وعنه) أي أبي هريرة رضى الله عنه
(صلى الله علية وسلم أن رسول الله قال: من أنفق زوجين) في بعض طرق الحديث
(قيل و ما زوجان؟ قال:فرسان أو عجلان أو بعيران) و قال ابن عرفة:كل شئ قرن بصاحبه فهو زوج و قيل يحتمل أن يكون هذا الحديث في جميع أعمال البر من صلاتين أو صيام يومين أو شفع صدقة بأخرى, و يدل عليه قوله في بقية الحديث ( فمن كان من أهل الصلاة- ومن كان من أهل الصيام),
( في سبيل الله) هو عام في جميع وجوه الخير, و قيل خاص بالجهاد و الأول أصح و أظهر
(نودي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير) قيل هو أسم :أي ثواب و غبطه, و قيل أفعل تفضيل: أي هذا فيما نعتقد خير لك من غيره من الأبواب لكثره ثوابه و نعيمه فتعال فأدخل منه
( فمن كان من أهل الصلاة) أي بأن أكثر من التطوع منها بحيث كان الغالب عليه في عمله ذلك, و ليس المراد الوجبات لاستواء الناس فيها
(ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان) سمي به علي جهة مقابلة العطشان الذي هو الصائم, و إشارة علي أنه يجازي علي عطشه الري الدائم في الجنة التي يدخل إليها من هذا الباب
(ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة) بقي من أركان الإسلام الحج, ولا شك أن له بابا و أما الثلاثة الباقية من الثمانية فمنها باب الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس, روي أحمد بن حنبل عن الحسن مرسلا
(إن لله بابا في الجنة لا يدخله إلا من عفا عمن ظلمه) و منها الباب الأيمن وهو باب المتوكلين الذي يدخل منه من لا حساب عليه و لا عذاب, و أما الثالث فلعله باب الذكر و يحتمل أن يكون باب العلم, و يحتمل أن يراد بالأبواب التي يدعي منها أبواب من داخل أبواب الجنة الأصلية لأن الأعمال الصالحة أكثر عددا من ثمانية
(رضى الله عنه قال أبو بكر بأبي أنت و أمي) أي مفدى بهما
(يا رسول الله ما علي من دعي من تلك الأبواب) أي من أحدهما
(من ضرورة) أي نقص ولا خسارة
(فهل يدعي أحد من تلك الأبواب كلها) فيه إشعار بقله من يدعي من كلها و دعاء من تجتمع له تلك الأعمال من كلها تشريف له.وإلا فإنما يدخل من باب واحد, ولعله باب العمل الذي يكون أغلب عليه
(قال : نعم , و أرجو أن تكون منهم) قال العلماء: الرجاء من الله تعالي ومن نبيه
وعن سهل بن سعد رضى الله عنه صلى الله علية وسلم عن النبي قال ((إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل أحد غيرهم, يقال:أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم, فإذا دخلوا أغلق فلا يدخل منه أحد)) - متفق عليه.
(وعن سهل بن سعد رضى الله عنه عن النبي صلى الله علية وسلم قال) قال ابن المنير: أتي بـ(في) دون اللام إشارة إلي أن في الباب من نعيم و الراحة ما في الجنة فيكون ابلغ في التشويق
(بابا يقال له الريان) وهو مناسب لجزاء الصائمين كما تقدم .واكتفي بذكر الري عن الشبع لأنه يدل عليه من حيث أنه يستلزمه
(يدخل منه الصائمون) لبيان الواقع إذ دخولها إنما يكون يومئذ, و يحتمل أن يكون احترازا عن دخول أرواح الشهداء و المؤمنين لها مدة هذا العالم فلا يتقيد بالصائمين
(لا يدخل منه أحد غيرهم) أي في ذلك اليوم .
و عن أبي سعيد الخدرى رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله علية وسلم
(ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا)) متفق عليه.
(يصوم يوما في سبيل الله) قيل المراد به الجهاد للكفار, وقيل المراد به طاعة الله
(عن النار سبعين خريفا) أي مدة سير سبعين سنة, وكني عنها بالخريف لأنه الطف فصولها لما فيه من اعتدال البرودة و الحرارة , ولأنه يجري فيه الماء في الأغصان.[/color][/size]