شرح أسماء الله الحسنى

[color:4102=#008000]بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[/color]فإن ما أعظم ما يقوي الإيمان في قلب العبد معرفته بأسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة وفهم معانيها ، والتعبد لله تعالى بمقتضاها [color:4102=darkred]قال الله تعالى [/color](( [color:4102=blue]ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون [/color])) الأعراف 180 .

[color:4102=green]ودعاء الله بأسمائه الحسنى تعالي يكون دعاء ثنــاء ، ودعــاء طلب ومسألـة [/color][color:4102=darkorchid]ومعنى دعاء الثناء هو تمجيد الله تعالى والثناء عليه [/color]قال تعالى (( [color:4102=blue]يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا [/color])) . الأحزاب 41-42 .

[color:4102=darkred]وقال صلى الله عليه وسلم [/color](( ما من أحد أحب إليه المدح من الله )) رواه البخاري .

[color:4102=darkorchid]والنوع الثاني من الدعاء هو دعاء الطلب والمسألة .[/color]أي أطلبوا منه بأسمائه فيطلب بكل اسم ما يليق به تقول : يا رحيم ارحمني ، يا حكيم احكم لي ، يارزاق ارزقني ، ياهادي أهدني ، يافتاح افتح لي ، هكذا ... فإن دعوت باسم عام قلت : يامالك ارحمني ، يا عزيز احكم لي ، وان دعوت بالأعم الأعظم فقلت يا الله فهو متضمن لكل اسم .

[color:4102=purple]إن المؤمن الذي يدرك هذه المعاني من صفاته تعالى وأسمائه الحسنى وكلماته العليا يسعد سعادة لا حد لها[/color] ، لأنه يدرك أنه على ما فيه من نقص قد خلقه إله كامل ، وعلى ما فيه من ضعف فهو مربوب لرب قوي ، وأن سنده وملجأه في دنياه وأخراه رب عظيم ، فياض كريم ، منه الأمر كله ، وإليه يرجع الأمر كله ، فلا يليق به أن يذل لغير خالقه ، أو أن يخضع لأحد غير ربه ومالك أمره .

[color:4102=royalblue]سمى الله سبحانه أسماءه الحسنى ، لأنها حسنة في الأسماع والقلوب ، فإنها تدل على توحيده وكرمه وجوده ورحمته وأفضاله ولأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه .[/color]

وقال الحافظ ابن حجر : ان من حفظها عداً وأحصاها سرداً ولم يعمل بها يكون كمن حفظ القرآن ولم يعمل بما فيه .

[color:4102=red]لذلك موضوعي هو : [/color]
[color:4102=darkred]ان يتفضل كل عضو ويكتب اسم من اسماء الله الحسنى مع معناه ويترك لنا المصدر سواء من شريط او رابط او كتاب ... حتى تعم الفائدة على الكل . وبذلك نستطيع ان نفهم معنى اسماء الله ومتى نستخدمه[/color]

[color:fcc6=#ff0000]وسأبدأ بأحد أسماء الله الحسنى

[/color][size=29][color:fcc6=blue]الله[/color][/size]

الله : [color:fcc6=green]هو المألوه المعبود الذي تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً ، وفزعاً إليه في الحوائج والنوائب وهو المستحق الإفراد بالعبادة لما اتصف به من صفات الألوهية ونعوت الكمال والجمال وما أفاضه من سوابغ النعم والأفضال .[/color]

[color:fcc6=blue]والاسم هذا (لفظ الجلالة) وهو علمٌ على الرب تبارك وتعالى [/color]، وقال كثير من أهل العلم إنه الاسم الأعظم ، لأنه يوصف بجميع الصفات كما قال تعالى " [color:fcc6=darkred]هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ، هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ، هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم [/color]" .
الحشر 22-24 .

قال الرازي : اعلم ان هذا الاسم مختص بخواص لم توجد في سائر أسماء الله تعالى .

[color:fcc6=red]الخاصية الأولى :- [/color]أنك إذا حذفت الألف من قولك ([color:fcc6=red]الله[/color]) بقي ([color:fcc6=red]لله[/color]) وهو مختص به سبحانه كما في قوله : " [color:fcc6=darkred]ولله جنود السموات والأرض [/color]" الفتح 4.

" [color:fcc6=darkred]ولله خزائن السموات والأرض [/color]" المنافقون 7 . وإن حذفت هذه عن البقية اللام الأولى بقيت البقية على صورة (له) كما في قوله تعالى " [color:fcc6=darkred]له مقاليد السماوات والأرض [/color]" الزمر 63. " [color:fcc6=darkred]له الملك وله الحمد [/color]" التغابن 1 .

فإن حذفت اللام الباقية كانت البقية في قولنا ([color:fcc6=red]هو[/color]) وهو أيضاً يدل عليه سبحانه كما في قوله تعالى " [color:fcc6=darkred]قل هو الله أحد [/color]" الإخلاص 1 . وقوله " [color:fcc6=darkred]هو الحي لا إله إلا هو [/color]" غافر 65 .

والواو الزائدة بدليل سقوطها في التثنية والجمع فإنك تقول : هما ، وهم فلا تبقى الواو فيهما . فهذه الخاصية موجودة في لفظ الله غير موجودة في سائر الأسماء . وكما حصلت هذه الخاصية بحسب اللفظ ، فقد حصلت أيضاً بحسب المعنى ، فإنك إن دعوت الله بالرحمن فقد وصفته بالرحمة ، وما وصفته بالقهر ، وإذا دعوته بالعليم فقد وصفته بالعلم وما وصفته بالقدرة ، وأما إذا قلت [color:fcc6=red](يا الله)[/color] فقد وصفته بجميع الصفات ، لإن الإله لا يكون إلهاً إلا إذا كان موصوفاً بجميع هذه الصفات . فثبت أن قولنا [color:fcc6=red](الله)[/color] قد حصلت له هذه الخاصية التي لم تحصل لسائر الأسماء .

[color:fcc6=red]الخاصية الثانية :[/color] أن كلمة الشهادة وهي الكلمة التي بسببها ينتقل الكافر من الكفر إلى الإسلام لم يحصل فيها إلا هذا الإسم ، فلو أن الكافر قال : [color:fcc6=blue]أشهد أن لا إله إلا الرحمن ، أو لا إله إلا الرحيم [/color]، لم يخرج من الكفر ولم يدخل في الإسلام أما إذا قال : [color:fcc6=red]أشهد أن لا إله إلا الله [/color]فإنه يخرج من الكفر ويدخل في الإسلام وذلك يدل على اختصاص هذا الاسم بهذه الخاصية الشريفة .

[color:fcc6=red]ويقول الغزالي :[/color] ينبغي أن يكون حظ العبد من هذا الاسم ([color:fcc6=red]الله[/color]) التأله وأعني به أن يكون مستغرق القلب والهمة بالله تعالى لا يرى غيره ولا يلتفت إلى سواه ، ولا يرجو ولا يخاف إلا إياه ، وكيف لا يكون كذاك وقد فهم من هذا الاسم أنه الموجود الحقيقي وكل ما سواه فانٍ وهالك .

[color:fcc6=red]المصدر : [/color]شريط الشيخ / المنجد – في شرح أسماء الله الحسنى

[size=25][font:f783=arial narrow][b][i][color:f783=blue][center]الاسم الثاني من اسماء الله الحسنى

[size=29][color:f783=red]الأحــــد[/color][/size]

[color:f783=green]الأحد :[/color] أي الواحد الوتر الذي لا شبيه له ولا نظيـر ، ولا صاحبة ، ولا ولد ، ولا شريك ، ولا ند له سبحانه وتعالى في ذرة من ملكوته ، فهو المتفرد في ملكوته بأنواع التصرفات من الإيجاد والإعدام والإحياء والإماته والخلق والرزق والإعزاز والإذلال والهداية والإضلال والوصل والقطع والضر والنفع ، [color:f783=green]فلو اجتمع أهل السموات السبع والأرضين السبع [/color]ومن فيهن وما بينهما على إماتة من هو محييه أو إعزاز من هو مذله أو هداية من هو مضله ، أو إسعاد من هو مشقيه ، أو خفض من هو رافعه أو وصل من هو قاطعه ، أو إعطاء من هو مانعه أو ضر من هو نافعه أو عكس ذلك لم يكن ذلك بممكن في استطاعتهم ، وأنى لهم ذلك والكل خلقه وملكه وعبيده وفي قبضته وتحت تصرفه وقهره ، ماض فيهم حكمه ، عدل فيهم قضاءه ، نافذة فيهم مشيئته لا امتناع لهم عما قضاه ولا خروج لهم من قبضته . ولا تحرك ذرة في السمواات والأرض ولا تسكن إلا بإذنه ، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .

[color:f783=darkred]ولا يوصف بالأحَديّة في الإثبات غير الله تعالى ، فلا يقال رجل أحد ، وإنما يقال رجل واحد ...
فالأحدية من صفات الله تعالى استأثر بها فلا يشركه فيها شيء .[/color]

[color:f783=green]وإنما قال الله عن نفسه أحد ، ولم يقل واحد [/color]، لأن الواحد يدخل في الحساب ويضم إليه آخر ، وأما الأحد فهو الذي لا يتجزأ ولا ينقسم في ذاته ولا في معنى صفاته ، ويجووز أن يجعل للواحد ثانياً ، ولا يجوز أن يجعل للأحد ثانياً ...

[color:f783=green]لأن الأحد يستوعب جنسه بخلاف الواحد ،[/color] ألا ترى أنك لو قلت فلان لا يقاومه واحد جاز ان يقاومه اثنان ، أما اذا قلت فلان لا يقاومه أحد لم يجز أن يقاومه اثنان ولا أكثر ، فهو أبلغ وأدق وأشمل وأعم ، فسبحان من أنزل القرآن بأبلغ كلام وأفصح لسان ، وجعله حجة على العالمين ومعجزاً للناس أجمعين ، ومعجزة لرسول رب العالمين .

[color:f783=magenta]المصدر : شريط المنجد في شرح اسماء الله الحسنى [/color][/center]
[/color][/i][/b][/font][/size]