[b][size=29]بسم الله الرحمن الرحيم
[/size][color:7b77=#8400ff][size=25]الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر ، وأشكره جل وعلا وقد تأذن بالزيادة لمن شكر . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة نكون بها من خواصّ من صدق وامتثل وأتمر ، ولو كره ذلك من أشرك بالله ، وجحد بهذه الشهادة وكفر . وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله ، ومصطفاه من البشر، سيد البشر ، والشافع المشفع في المحشر ، صفوة الصفوة من مضر, [color:7b77=black][color:7b77=#aa00ff]المصطفى الأطهر،[/color] [/color]ذو المجد الأغر، والوجه الأنور، والجبين الأزهر، والفضل الأظهر ،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ، السادة الغرر ، والنجباء الدرر ، خير صحب ومعشر ، وعلى التابعين لهم بإحسان ما بدا الفجر وأنور ، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين . أما بعد فيا إخواني وأخواتي في الله ! يقول الله جل وعلا : ([color:7b77=#ff0000]واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون[/color]) [البقرة203] الأيام المعدودات هي أيام منى الثلاثة بعد يوم النحر . وهي أيام التشريق أو ليالي التشريق ، وسميت بأيام التشريق ، أو بليالي التشريق لأن الحجاج يكونون في منى ، ويأخذون إلى ناحية الشرق من مكة المكرمة ، وقيل : سميت بأيام التشريق من تشريق اللحم ، وتشريق اللحم معناه تقطيعه وتشقيقه وتقديده وبسطه ليجف في الشمس والهواء ويبقى صالحا للأكل لمدة طويلة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "[color:7b77=#0066ff]أيام منى ثلاثة فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ، ومن تأخر فلا إثم عليه[/color]" [أصحاب السنن الأربعة] . وروى مسلم عن نبيشة الهذلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أيام منى أيام أكل وشرب ، وذكر الله عز وجل" [أهل السنن والمسانيد من طرق متعددة] وفي بعض طرق الحديث "[color:7b77=#0066ff]أيام أكل وشرب وصلاة[/color]" وفي بعضها : "[color:7b77=#0066ff]أيام أكل وشرب وبعال[/color]" [الدارقطني وفيه ضعف] والبعال النكاح وملاعبة الرجل أهله ، والمباعلة المباشرة ، والبعل الزوج . [/size][/color][/b]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff]أما قوله تعالى : ([color:7b77=#ff0000]فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه[/color]) قال كثير من السلف : أن المتعجل والمتأخر يغفر له ، ويذهب عنه الإثم الذي كان عليه قبل حجه ، إذا حج فلم يرفث ولم يفسق فقد رجع من حجه وقد خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ، ولهذا قال تعالى ([color:7b77=#ff0000]لمن اتقى[/color]) بمعنى : أن من تعجل في يومين ومن تأخر إلى الثالث يغفر لهما إذا اتقيا الله تعالى في حجهما ، فتكون التقوى شرطا لذهاب الإثم ومغفرة الذنوب والخطايا . وهذا دليل على ما صرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : "[color:7b77=#002bff]من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه"[/color] [متفق عليه] . [/color][/b][/size]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff]فإذا رجعنا إلى الآية الكريمة وهي قوله تعالى : ([color:7b77=#ff0000]واذكروا الله في أيام معدودات[/color]) فقد قلنا إن الأيام المعدودات هي أيام التشريق ، والله تعالى يأمرنا بذكره جل وعلا في هذه الأيام وتلكم الليالي . وذكر الله عز وجل المأمور بيه في أيام التشريق أنواع متعددة : [/color][/b][/size]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff][u][color:7b77=#ff0000]منها :[/color][/u] ذكر الله عز وجل عقب الصلوات المكتوبة المفروضة بالتكبير في أدبارها ، وهو مشروع إلى آخر يوم من أيام التشريق . [/color][/b][/size]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff][u][color:7b77=#ff0000]ومنها :[/color][/u] ذكر الله بالتسمية والتكبير عند ذبح النسك ، فإن وقت ذبح الهدايا والأضاحي يمتد إلى آخر أيام التشريق . [/color][/b][/size]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff][u][color:7b77=#ff0000]ومنها :[/color][/u] ذكر الله تعالى على الأكل والشرب ، فإن المشروع في الأكل والشرب أن يسمي الله في أوله ويحمده في آخره ، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله عز وجل يرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ، ويشرب الشربة فيحمده عليها" وقد ورد أن نوحا عليه السلام إنما سمي عبدا شكورا من أجل ذلك , وأنه يحمد الله بعد الأكل والشرب . [/color][/b][/size]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff][u][color:7b77=#ff0000]ومنها :[/color][/u] التكبير عند رمي الجمار , وهو مختص بأهل الموسم . [/color][/b][/size]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff][u][color:7b77=#ff0000]ومنها :[/color][/u] ذكر الله تعالى المطلق فإنه يستحب الإكثار منه في أيام التشريق ، وقد كان عمر رضي الله عنه يكبر بمنى في قبته ،[color:7b77=black] [size=25][color:7b77=#7700ff]فيسمعه أهل المسجد فيكبرون, ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر [/color][/size][/color][color:7b77=#7700ff][size=25][color:7b77=#7700ff][size=25][color:7b77=#7700ff][size=25][color:7b77=black][color:7b77=#7700ff]رضي الله عنهما يكبر بمنى تلك الأيام, وخلف الصلوات, وعلى فراشه, وفي فسطاطه[/color] [/color][color:7b77=#7700ff]ومجلسه وممشاه تلك[/color][color:7b77=black][size=25][color:7b77=#7700ff] الأيام . وكانت ميمونة رضي الله عنها تكبر يوم النحر[/color][/size] [size=25][color:7b77=#7700ff]وكان[/color][/size][/color][/size][/color][color:7b77=black][size=25][color:7b77=#7700ff]النساء يكبرن خلف أبان[/color][/size] [size=25][color:7b77=#7700ff]بن عفان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع[/color][/size] [size=25][color:7b77=#7700ff]الرجال[/color][/size] [size=25][color:7b77=#7700ff]في[/color][/size][/color][/size][/color][color:7b77=black][size=25][color:7b77=#7700ff]المساجد[/color][/size] [/color][/size][color:7b77=black][size=25][color:7b77=#7700ff][البخاري][/color][/size][/color][/color][color:7b77=black] [size=25][color:7b77=#7700ff]و[/color][/size][/color][size=25][color:7b77=#7700ff]ا[/color]نظر ابن رجب في لطائف المعارف .[/size] [/color][/b][/size]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff]قال الله تعالى : ([color:7b77=#ff0000]فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ[/color]) [البقرة/200ــ202] وقد استحب كثير من السلف كثرة الدعاء بهذا في أيام التشريق . قال عكرمة : كان يستحب أن يقال في أيام التشريق ([color:7b77=#ff0000]رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[/color]) وعن عطاء قال : ينبغي لكل من نفر أن يقول حين ينفر متوجها إلى أهله : ([color:7b77=#ff0000]رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[/color]) . [/color][/b][/size]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff]فذكر الله تعالى عموما عبادة جليلة تستمر مع المؤمن في كل لحظاته ، العبادات تنقضي ويفرغ منها وذكر الله باق لا ينقضي ولا يفرغ منه ، بل هو مستمر للمؤمنين في الدنيا والآخرة . وقد أمر الله بذكره عند انقضاء الصلاة قال تعالى : ([color:7b77=#ff0000]فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم[/color]) [النساء103] وقال تعالى في صلاة الجمعة : ([color:7b77=#ff0000]فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[/color]) [الجمعة10] . وقال تعالى في الجهاد : ([color:7b77=#ff0000]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[/color]) [الأنفال45] . والأعمال كلها يفرغ منها ، والذكر لا فراغ له ولا انقضاء . والأعمال تنقطع بانقطاع الدنيا ولا يبقى منها شيء في الآخرة ، والذكر لا ينقطع . المؤمن يعيش على الذكر ويموت عليه ويبعث عليه [/color][/b][/size]
[center][size=25][color:7b77=#0015ff][b]أحسبتم أن الليالي غيرت ،،،،،،،، عهد الهوى لا كان من يتغير[/b][/color][/size]
[size=25][color:7b77=#0015ff][b]يفنى الزمان وليس يفنى ذكركم ،،, وعلى محبتكم أموت وأحشر[/b][/color][/size][/center]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff]قال ذو النون المصري : ما طابت الدنيا إلا بذكره ، ولا طابت الآخرة إلا بعفوه ، ولا طابت الجنة إلا برؤيته جل وعلا . [/color][/b][/size]
[center][size=25][color:7b77=#0015ff][b]بذكر الله ترتاح القلوب ،،،،،،،،،،، ودنيانا بذكراه تطيب[/b][/color][/size]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff][color:7b77=#0015ff]إذا ذكر المحبوب عند حبيبه ،، ترنح نشوان وحن طروب[/color] [/color][/b][/size][/center]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff]قال تعالى : ([color:7b77=#ff0000]الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ[/color]) [الرعد28] . [/color][/b][/size]
[b][color:7b77=#7700ff][size=25][color:7b77=black][size=25][color:7b77=#7700ff]أيام التشريق يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب, ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر, وبذلك تتم النعمة. وكلما أحدثوا شكراً على النعمة كان شكرهم نعمة[/color][/size] [size=25][color:7b77=#7700ff]أخرى, فيحتاج إلى شكر آخر ولا ينتهي الشكر أبداً.[/color][/size][/color][/size][/color][/b]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff][color:7b77=black][size=25][color:7b77=#7700ff]وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم "[color:7b77=#002bff]إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل[/color]" إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب إنما يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته, وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات, وقد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر له, فمن استعان بنعم الله على معاصيه فقد كفر نعمة الله وبدلها كفراً وهو جدير أن يسلبها[/color][/size][/color][size=25][color:7b77=#7700ff] ،[/color][/size] كما قيل : [/color][/b][/size]
[center][size=25][color:7b77=#0022ff][b]إذا كنت ذا نعمة فارعها ،، فإن المعاصي تزيل النعم[/b][/color][/size]
[size=25][color:7b77=#0022ff][b]وداوم عليها بشكر الإله ،,,,،، فإن الإله سريع النقم[/b][/color][/size][/center]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff]أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا ، وأعوذ بالله من أن يكون أهل البدع أجلد في بدعهم ، وأنشط في باطلهم ، من أهل الحق في فعل الخير، والاستقامة على السنة . [/color][/b][/size]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff]وصلى الله على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد[/color][/b][/size]
[size=25][b][color:7b77=#8400ff]وعلى آله وصحبه والتابعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين . والحمد لله رب العالمين .[/color][/b][/size]