أمسية عاشق
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم .
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
سرتَ في ليلة ظلماء على أثير الليالي المنصرمة ، أتصيّدُ بالذكرى فلول المشاعر الراقصة ، وأهاجيزها الصامتة .
فإذا بي أسمع حوقلة شيخ ِ هرم ، وحفيف أوراق متضاربة ، وفحيح صوت ٍ كسير ٍ يطلب الفزع ..!
قلت في نخوة : أنا لها ، أنا لها ، وسيأتيك الفزع ..
فمضيت لأنظر ، فإذا أنا بين مأتمين :مأتم حزن ، ومأتم فرح ، وحار ذهني في أيهما صدرت منه الاستغاثة ..!
ولأنني امرؤ مجرّبٌ ، كلما مرّ بي رجبٌ أراني من الدنيا العجب ، فتعلمت مع العجائب فنون الجبر والصبر .
تيقنت بعد تبصر وتفكّر وما كان مني من حل وربط أنّ ذلك الشيخ (المحوقل ) هو قلبي ، وتلك الأوراق أيامي ،
والصوت الكسير المستغيث فؤادي ، ومأتم الحزن ذكرياتي ، ومأتم الفرح آمالي ...!
هذه – يا إخوة – دار خيالي ، وذاك منزل أفكاري ... فأين بي يا دربي تسير؟
ليتني عشتُ تلك السنين الخوالي ، حينما الكون من الحقد خالٍ ..أو أني من أهل الرقيم ، في ذلك الكهف أقيم .
لا نفس هناك تهيم ، ولا دمع من الهمّ يسيل ... أليس ما جاء به الدين يقضي بأنّ من اتبع الهوى في النار هوى .
فطوبى لمن أمسك هواه ، وصبر على بلواه ، وكفّ القلب عن مناه ..
هذه كل أمنياتي وهي بعض أمسياتي .. وإليكم التفصيل غدًا إن شاء المولى تعالى